دروس الشيخ الحالية : درس مباشر يلقيه شيخنا - حفظه الله - عبر إذاعة موقع ميراث الأنبياء من هنا كل جمعة الساعة 30 : 8 مساءً بتوقيت مكة المكرمة في شرح كتاب الطهارة من متن عمدة الأحكام ، وكل اثنين الساعة 30 : 9 مساءً بتوقيت مكة المكرمة درس في الشمائل المحمدية عبر الإذاعة ذاتها.
آخر المواد المضافة في الموقع :

الاثنين، 3 مارس 2014

آثار صحيحة سلفية عن أصحاب خير البرية (المجموعة الأولى)




بسم الله الرحمن الرحيم

ساق الإمام الذهبي في سيره (13/262) بإسناده من طريق حميد عن أنس رضي الله عنه قال: 
 (افتتح أبو بكر - رضي الله عنه (البقرة)، في يوم عيد فطر أو أضحى، فقلت: يقرأ عشر آيات، فلما جاوز العشر، قلنا: يقرأ مئة آية، حتى قرأها، فرأيت أشياخ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يميلون).

قال الذهبي : هذا حديث صحيح غريب.
---------------------- 
 
وفي مصنف ابن أبي شيبة (3565) بإسناد صحيح عن أنس أيضًا:
(أن أبا بكر قرأ في صلاة الصبح بالبقرة ، فقال له عمر حين فرغ: كَرَبَت الشمس أن تطلع ، قال : لو طلعت لم تجدنا غافلين).

(كَرَبَتِ): يعني كادت وقاربت.
ورواه مالك في الموطأ (1/82) مختصرًا.
---------------------------

 والعجيب أن ما حصل لأبي بكر رضي الله عنه حصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. 
مع كونه هو المنكر على أبي بكر الصديق. 
 والأعجب أنه قال العبارة نفسها التي قالها الصديق الأكبر رضي الله عنه.

فقد أخرج الطحاوي في شرح المعاني (1/180) بسند صحيح عن السائب بن يزيد قال: صليت خلف عمر الصبح فقرأ فيها بالبقرة فلما انصرفوا استشرفوا الشمس فقالوا: طلعت فقال: (لو طلعت لم تجدنا غافلين).
وعند البيهقي (1/379) عن أبي عثمان النهدي قال: صليت خلف عمر رضي الله عنه الفجر فما سلم حتى ظن الرجال ذوو العقول أن الشمس قد طلعت، فلما سلَّم قالوا: يا أمير المؤمنين كادت الشمس تطلع قال: فتكلم بشيء لم أفهمه! فقلت: أي شيء قال؟ فقالوا: قال: (لو طلعت الشمس لم تجدنا غافلين). 
-----------------------------
وفي موطأ الإمام مالك (1/79) بإسناد صحيح من طريق أبي عبد الله الصنابحي قال :قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق فصليت وراءه المغرب فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة سورة من قصار المفصل ثم قام في الثالثة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه فسمعته قرأ بأم القرآن وبهذه الآية { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } .
فهذا دليل على قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الركعة الثالثة.
-------------------------------------
وهذا أثر عظيم عن الصديق الأكبر يؤكد أن المؤمن غر كريم .

(ما ليلك بليل سارق)


عن عائشة رضي الله عنه قالت: كان رجل أسود يأتي أبا بكر فيدنيه ويقرئه القرآن حتى بَعَثَ ساعيًا أو قال: سرية، فقال: أرسلني معه. فقال: بل تمكث عندنا. فأبى فأرسله معه، واستوصى به خيرًا فلم يغب عنه إلا قليلا حتى جاء قد قطعت يده، فلما رآه أبو بكر فاضت عيناه
وقال: ما شأنك؟
قال: ما زدت على أنه كان يوليني شيئًا من عمله فخنته فريضة واحدة فقطع يدي.
[وفي رواية: من قطعك؟
قال: يعلى بن أمية ظلمًا.
قال: فقال له أبو بكر: لأكتبنَّ إليه وتوعده فبيناهم]
[قال: من قطعك؟ قال: أمير اليمن، فقال أبو بكر: «لئن قدرتُ عليه»]
فقال أبو بكر: تجدون الذي قطع يد هذا يخون أكثر من عشرين فريضة، والله لئن كنت صادقًا لأقيدنَّك منه.
قال: ثم أدناه ولم يحول منزلته التي كانت له منه.
قال: وكان الرجل يقوم من الليل فيقرأ فإذا سمع أبو بكر صوته قال: تالله لرجل قطع هذا! قال: فلم يغب إلا قليلا حتى فقد آل أبي بكر حليًا لهم ومتاعًا.
[في رواية: ثم إنهم فقدوا عِقْدًا لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق]
فقال أبو بكر: طرق الحي الليلة.
فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة والأخرى التي قطعت، فقال: اللهم اظهر على من سرقهم أو نحو هذا. اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين.
[اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح]
قال: فما انتصف النهار حتى ظهروا على المتاع عنده،
[وفي رواية: فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به فاعترف به الأقطع أو شهد عليه به]
فقال له أبو بكر: ويلك إنك لقليل العلم بالله، فأمر به فقطعت رجله.
[وفي رواية: قال أبو بكر والله لدعاؤه على نفسه أشد عندي عليه من سرقته] [وفي رواية: فقال أبو بكر: والله لغِرَّتِه بالله كان أشدَّ عليَّ مما صنع].
قال معمر: وأخبرني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر نحوه إلا أنه قال: كان إذا سمع أبو بكر صوته من الليل قال: ما ليلك بليل سارق.
أخرجه عبد الزراق (18774)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني (3403)، والبيهقي (8/49).
وأخرجه مالك في الموطأ (2/835) من مرسل القاسم بن محمد.
وتابع مالكا سفيانُ بن عيينة كما في المشكل للطحاوي (5/78).
وعن مالك أخرجه الشافعي في الأم (6/150)، والطحاوي في المشكل (5/76-77)، والبيهقي (8/273).
وأخرجه الدارقطني (3401) من مرسل نافع.
-------------------------------

أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (1133) عن الزبير بن العوام قال: إن أبا بكر الصديق، قال وهو يخطب الناس: يا معشر المسلمين، استحيوا من الله فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء، مغطيًا رأسي استحياءً من ربي.
قلت: هو أثر صحيح.

دلَّ هذا الأثر على استحباب تغطية الرأس عند قضاء الحاجة.

وهو في الزهد لأحمد من طريق ابن أبي شيبة (211).

وقد صححه البيهقي في السنن الكبرى (1/96).
------------------------------------
 
أخرج ابن سعد في الطبقات (8/252): عن ابن أبي مليكة: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدَّع –يصيبها الصداع- فتضع يدها على رأسها وتقول: (بذنبي وما يغفر الله أكثر).
قلت: حسنه الحافظ في الإصابة (13/131).
-------------------------------
 
أخرج أحمد في المسند (25660)، والحاكم (4/7) بإسناد صحيح. عن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي، فأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي. فلما دفن عمر معهم فو الله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر.
------------------------------------

حرمة الاستمناء:

أخرج الحاكم (2/393)، والبيهقي (7/206) عن عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
قالت: (فمن ابتغى وراء ما زوَّجه الله، أو ملَّكه فقد عدا).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والألباني في الصحيحة تحت حديث (1830).
قلت: هذا يدل على حرمة الاستمناء وهو مذهب الأئمة الأربعة رحمهم الله.
---------------------------------

أمسيلمة أفتاك:

خرج عمر بن الخطاب من الخلاء فقرأ آية أو آيات قال له أبو مريم الحنفي: أخرجت من الخلاء وأنت تقرأ؟ قال له عمر: أمسيلمة أفتاك بهذا؟
قلت: فيه خلاف يسير لكن قال الحافظ في الإصابة (1/428): (إسناده صحيح).

تنبيهان:

التنبيه الأول:

أبو مريم الحنفي اسمه إياس. كان مع مسيلمة الكذاب، ثم تاب وحسن إسلامه وصار واليًا على البصرة في زمن عمر رضي الله عنه. وهو قاتل زيد بن الخطاب أخي عمر.وقد قال أبو مريم لعمر: يا أمير المؤمنين، إن الله أكرم زيدًا بيدي، ولم يهني بيده.(فيه ضعف).

التنبيه الثاني:

احتج العلماء بصنيع عمر رضي الله عنه، فذهبوا إلى جواز قراءة القرآن لمن كان به حدث أصغر من غير مس له. وهذه مسألة مجمع عليها، نقل الإجماع النووي في المجموع (2/69). 
 أخرجه مالك في الموطأ (1/200)، وعبد الرزاق (1318)، أبو عبيد في فضائل القرآن (312)، وابن سعد في الطبقات (7/91)، وابن أبي شيبة (1110)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/437).
جميع الحقوق محفوظة لـ © موقع الشيخ عرفات بن حسن المحمدي