بسم الله الرحمن الرحيم
مر معاوية بن حُديج على أبي ذر رضي الله عنه - وهو قائم عند فرس له - فسأله: ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته. قال: وما دعاء البهيمة من البهائم؟ قال: والذي نفسي بيده ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر فيقول: اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك وجعلت رزقي بيده فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده.
وهذا الأثر - موقوف على أبي ذر وهو الذي صوبه أحمد في علله (3/403-404) (5777)، والدارقطني في علله (6/266-267) فالمرفوع معلول.
لأن (الليث بن سعد - وعمرو بن الحارث) روياه عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن معاوية بن حديج به.
ورواية الليث عند أحمد (21442).
ورواية عمرو بن الحارث عد سعيد بن منصور في سننه (2/169) (2444).
وخالفهم عبد الحميد بن جعفر (وهو صدوق ربما وهم) فرواه عن يزيد، عن سويد بن قيس، عن معاوية عن أبي ذر مرفوعًا.
ويؤيد الموقوف متابعة عُلي بن رباح لابن شماسة عند سعيد بن منصور (2/169) (2443). وإن كانت من طريق ضعيف؛ لأنه من طريق فرج بن فضالة عن زياد بن أنعم، وهما ضعيفان. ولفظه أصرح: وهل يدعو الخيل؟ قال: نعم.
قلت: ومع وقفه على أبي ذر رضي الله عنه إلا أن له حكم الرفع.
ولا نغفل تبويب العلماء:
حيث بوب سعيد بن منصور في سننه (2/169) (باب ما جاء في دعاء الخيل)
وبوب عليه النسائي في سننه (6/225) (باب دعوة الخيل).
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.