الجمعة، 18 يناير 2013

جواب شيخنا الفاضل عرفات المحمدي ـ حفظه الله ـ على سؤال : (ما صحة حديث المنافق الذي كان يؤذي الصحابة فاستغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منه فقال : إنه لا يستغاث بي)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد ....

هذا سؤال ورد في منابر سبل الهدى السلفية من أحد الأعضاء يقول فيه :

(ما صحة حديث المنافق الذي كان يؤذي الصحابة فاستغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منه فقال : إنه لا يستغاث بي ، الحديث في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي)


جواب شيخنا الفاضل أبي الربيع عرفات بن حسن المحمدي ـ حفظه الله ـ :  


هذا الحديث ضعيف لا يصح.
فقد أخرجه ابن سعد (1/387)، وأحمد (22706) من حديث عبادة بن الصامت بلفظ:
(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقام لي إنما يقام لله تبارك وتعالى".
وفيه رجل لم يسمَّ، وفيه ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في الكبير باللفظ الذي أشرت إليه.
وهو غير موجود في المطبوع؛ لأن مسند عبادة مفقود.
وقد سخر الله الحافظَ ابن كثير فحفظ إسناده في جامع المسانيد (4/568) فقال:
قال الطبراني: حدثنا أحمد بن حماد المصري حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عبادة قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز و جل".
وإسناد الطبراني ليس فيه الرجل المبهم، وفيه ابن لهيعة.
وقد ضعف الحديث الشيخ ربيع في تحقيقه للتوسل والوسيلة (264).
فائدة :
هذا الحديث مع ضعفه فهو موافق للأصول. واستدل به العلماء اعتضادا.
فإن البكري الخرافي عاب شيخ الإسلام لاستدلاله بهذا الحديث فأجب شيخ الإسلام قائلا:
(والجواب عن هذا الكلام مع ما فيه من الجهل والإلحاد والحلول والشرك في الدين والافتراء على الله والرسول وعباده المؤمنين أن يقال هذا الخبر لم يذكر للاعتماد عليه بل ذكر في ضمن غيره ليتبين أن معناه موافق للمعاني المعلومة بالكتاب والسنة، كما أنه إذا ذكر حكم بدليل معلوم ذكر ما يوافقه من الآثار والمراسيل وأقوال العلماء وغير ذلك لما في ذلك من الاعتضاد والمعاونة لا لأن الواحد من ذلك يعتمد عليه في حكم شرعي ولهذا كان العلماء متفقين على جواز الاعتضاد والترجيح بما لا يصلح أن يكون هو العمدة من الأخبار التي تكلم في بعض رواتها لسوء حفظ أو نحو ذلك وبآثار الصحابة والتابعين بل بأقوال المشايخ والإسرائيليات والمنامات مما يصلح للاعتضاد فما يصلح للاعتضاد نوع وما يصلح للاعتماد نوع وهذا الخبر من النوع الأول فإنه رواه الطبراني في معجمه من حديث ابن لهيعة ...).


وإن سألت عن تحقيق المتن نفسه فأفضل تحقيق هو تحقيق الشيخ دغش العجمي، بتقديم الشيخ العلامة صالح اللحيدان.
وقد بذل جهدا مشكورا لا نظير له حيث حقق الكتاب على ثلاثين نسخة خطية.
وخرج وحقق الأحاديث تحقيقا جيدا جزاه الله خيرا.
ولكن للأسف أن الكتاب لا يباع إنما طبع على نفقة يوسف المزيني ووزع على طلبة العلم.
وهو من مطبوعات هذه السنة 1433هـ
وقد منَّ الله علي بنسخة منه عن طريق أحد إخواننا الأفاضل من دولة الكويت.
وأما بالنسبة لتحقيق أحاديث الكتاب مفردة فهناك عدة تحقيقات للأحاديث منها ما قدم له الشيخ ابن باز رحمه الله لفريح البهلال (تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد).
ولعلك تجده في الشبكة.