بسم الله الرحمن الرحيم
قال عبد الرزاق في مصنفه (6012) :
أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال :
(من استمع آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة).
قلت: ظاهر إسناده الصحة ! ولكن ...
أخرجه أحمد في العلل (5660) عن عبد الرزاق به.
وقال: (هذا الحديث منكر) قال عبد الله بن أحمد: (كأنه أنكر إسناده).
قال الشيخ وصي الله عباس في تحقيقه للعلل :
(لا يتضح فيه سبب الإنكار فلإسناد على دربه عبد الرزاق معروف برواية ابن جريج وهو عن عطاء وهو عن ابن عباس).
قلت: كذا قال حفظه الله، ولاشك أن هذا لِمن نظر في ظاهر الإسناد، وهل يخفى على الإمام أحمد رحمه الله هذا! فلمَ حكم عليه بالنكارة؟
قلت: من المقرر أن الحديث أو الأثر إذا لم تجمع طرقه لم يتبين صوابه من خطئه.
فقد أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (1/249) (27) :
حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس:
(من سمع آية من كتاب الله تتلى كانت له نورًا يوم القيامة).
قلت: فخالف حجاجُ بن محمد المصيصي عبدَ الرزاق، فرواه عنه، عن ابن عباس. وأسقط عطاء.
وحجاج في ابن جريج أوثق من عبد الرزاق في ابن جريج.
بل حجاج أثبتهم.
وقد ساق الخطيب في تاريخه (8/238)، عن أبي إبراهيم إسحاق بن عبد الله السلمي أنه قال:
(حجاج نائمًا أوثق من عبد الرزاق يقظان).
وقال يحيى بن معين: (كان أثبتهم في بن جريج).
تهذيب الكمال (5/455).
فظهر صدق ما قاله أحمد رحمه الله وهكذا هم أئمة العلل
كالصيارفة في معرفة النقود.