بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين
أولاً:
-ذكر الحجوري مثالب الصحابة تأسياً بالروافض أعداء الصحابة: - مع زعمه أن بعض الصحابة شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه.
قال الحجوري في (أحكام الجمعة) ص 305: (قلت: وذلك لعدم عصمتهم عن الوقوع في الخطأ ومعركة الجمل وصفين وترامي أصحاب قباء بالحجارة، ومخاصمة الزبير لبعض الأنصار في ساقية أرض، وقصة شريك بن سحماء مع زوجة هلال بن أمية، وقصة الجهنية، وقصة حمار الذي كان يشرب الخمر وأمر رسول الله بضربه ثم قال: إنه يحب الله ورسوله، وقصة اختلاف عمر مع أبي بكر بين يدي رسول الله حين قدم وفد بني تميم هذا يقول: يا رسول أمّر فلاناً لرجلٍ منهم والآخر يقول أمّر فلانا، وحادثة الإفك بما فيها من الاختلاف والمساببة فيما بينهم حتى سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلام وجعل يسكتهم ويهدئهم، وبيع ذلك الرجل لبعض الطعام وفي أسفله أو وسطه بلل، واختلاف بعض المهاجرين مع بعض الأنصار حتى كسعه وتداعى الفريقان فقال المهاجري: يا للمهاجرين, وقال الأنصاري: يا للأنصار, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها إنها منتنة"، ومشاركة بعض الصحابة في قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، وقتل أسامة بن زيد لرجل كان مشركا ثم قال: لا إله إلا الله فقتله بعد ما قالها. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" فقال: يا رسول الله كان متعوذا, قال: "فتشت عن قلبه" وقتل الصحابة لحِسل والد حذيفة بن اليمان في المعركة خطأ وفتوى أبي موسى في ميراث الأخت والبنت وبنت الابن خطأ...).
قلت: هذه طريقة أهل البدع وليست طريقة أهل السنة، فإن منهج أهل السنة في الصحابة أن (نبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير) فإذا كان العلماء (علماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين -أهل الخير والأثر، وأهـل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل).
فكيف بالصحابة رضي الله عنهم الذين (حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان). والحجوري حذف عبارة (ومشاركة بعض الصحابة في قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه) من الطبعة الثانية من غير إشارة! فهل تاب من هذا الخطأ الفاحش، نسأل الله ذلك، لكن أين البيان وطبعته الأولى قد انتشرت في الأسواق والمكتبات.
فمن كان في نفسه شيء على بعض الصحابة أو لم يُحسِن الظن بهم، أو لم يُحسِن القول فيهم ظاهراً أو باطناً، فإنه يُخشَى عليه من النفاق بقدر ما فيه من الإساءة. ثانيًا: يرى الحجوري أن من سب الصحابة كلهم لا يكفر حتى يقصد رد الدين أو الطعن فيه، قال شيخ الحجاروة المخذول يحيى الحجوري في الكنز الثمين (1/213): (السؤال: ما حكم الصلاة خلف رجل يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعترف بالصحيحين، ويؤول صفات الله عز وجل، ويحرفها؟
الإجابة: الجواب عليه من وجوه: الأول: إن كان يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم أو جلهم بقصد رد الدين أو الطعن فيه، فهذا كفر، وإن كان يسب بعضهم جهلاً وغباءً ووجد أباه وأمه والناس على هذا –هذا حصلت له شبهة- فهذا ليس بكافر إنما هو ضال، فالأول لا يصلى خلفه؛ لأنَّه كافر، وإن كان غير ذلك فهذا ضال والصلاة خلف غيره من المستقيمين أولى إلا إنَّ وجد أنه أقرأ القوم وما وجد غيره، والصلاة خلفه صحيحة مع الكراهة، إن وجد غيره...).
انظر باقي الإجابة في الكنز الثمين. قلت: سب الصحابة كلهم يقتضي أن هذه الأمة -والعياذ بالله- شر أمة أخرجت للناس، وسابقي هذه الأمة شرارها، وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا وإنهم شر القرون. بل الذي (يَسُبَّ جميع الصحابة بدون استثناء ولا يَتَوَلَّى أحداً منهم، فهذا كفر بالإجماع، يَسُبُّ جميع الصحابة، هذا فعل الزنادقة والمادِّيِينْ والملاحدة الذين يقدحون في كل الصحابة، فيقول: هؤلاء الصحابة جميعاً لا يفهمون، هؤلاء طلاب دنيا، بدون تفصيل، كل الصحابة ولا يستثني أحداً. فمن سَبَّ جميع الصحابة أو تَنَقَّصَ جميع الصحابة بدون استثناء، تقول له: أتستثني أحدا؟، فلا يستثني أحداً، فلا شك أنَّ هذه زندقة، ولا تصدر من قلبٍ يحب الله? ويحب رسوله ويحب الكتاب والسنة ومن نقل السنة وجاهد في الله حق جهاده)([1]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [الصارم المسلول] (586-587): (وأمَّا من جاوز ذلك إلى أن زعم أنَّهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنَّهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ فإنَّه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين فإنَّ مضمون هذه المقالة أنَّ نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأنَّ هذه الأمة التي هي: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا, ومضمونها أنَّ هذه الأمة شر الأمم, وأنَّ سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام). قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته [الرد على الرافضة] (ص: 18-19): (وقد تواتر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة رضي الله عنهم خصوصاً الخلفاء الراشدين فإنَّ ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر لأنَّ نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء. فإذا عرفت أنَّ آيات القرآن تكاثرت في فضلهم والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين أو اعتقد حقية سبهم وإباحته أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله فيما أخبر من فضائلهم وكمالاتهم المستلزمة لبراءتهم عما يوجب الفسق والارتداد وحقية السب أو إباحته ومن كذبهما فيما ثبت قطعاً صدوره عنهما فقد كفر، والجهل بالمتواتر القاطع ليس بعذر وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلاً لفرضيتها فإنَّه بهذا الجهل يصير كافراً وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر لأنَّ العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي). وفي الصواعق المحرقة (379): (ثم الكلام إنما هو في سب بعضهم، أما سبُّ جميعهم فلا شك في أنه كفر). قال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله في كما في شريط الأسئلة اليامية: (سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام؛ لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة). قلت: لما قال أبو الحسن المصري في (قطع اللجاج) (34) (...وإن كان الصحيح عندي تكفير من كفرهم أو فسقهم لما يترتب على ذلك من رد الدين بالكلية, فإن التزم ذلك فلا شك في كفره ولا في كفر من لم يكفره). علق عليه الشيخ العلامة ربيع -حفظه الله- في مجموع كتبه ورسائله (13/488) في الحاشية قائلاً: (أبو الحسن لا يكفر هذا الصنف إلاَّ بشرطين:
1- أن يترتب قوله رد الدين بالكلية فلو ترتب على قوله رد بعض الدين فإنَّ أبا الحسن لا يكفره.
2- أن يلتزم رد الدين بالكلية فإذا لم يلتزم وكابر في ذلك فلا يكفره أبو الحسن وما رأينا هذا الكلام لغير أبي الحسن فهذا من تأصيله المميع لدين الله ولمنهج السلف). ثالثًا: ثم هجم الحجوري على الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه هجومًا لا نظير له ! فرماه بالبدعة والإحداث في الدين وأنه أتى ببدعة يطلق عليها الحجوري (أمٌ للبدع) التي اخترعت في بدع أحكام الجمعة. ومن تعدي الحجوري ما جناه على أذان عثمان حيث أطلق عليه البدعة الأم، وعلى هذا فعثمان سن سنة سيئة عند الحجوري، قال الحجوري في كتابه الجمعة ص (415):
(قلت: وهذه البدعة إنما ولدت من تلك الأم، بدعة الأذان الأول ولها بنيات غير هذه سيأتي ذكره...) ووصف أذان عثمان بالضلال والمنكر حيث قال في كتابه الجمعة (241): (وقد يقال: إن هذه البدعة –بدعة الأذان الأول يوم الجمعة- من فعل الخير لأنها تذكر الناس بالاستعداد للجمعة. قلت: ومتى جاء من البدع خير؟! النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" أي صاحبها مستحق بفعلها النار على حسب تفاوتها، والدليل على أن هذا الأذان ليس من فعل الخير، وكذلك ما يسمى بالأولى والثانية: هو التسبيح قبل مجيء الإمام بصوت مرتفع وملحن يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، أو بقول: والصلاة والسلام على رسول الله أو غير ذلك من الألفاظ المخترعة حسب عادة كل بلد، فإن ذلك كله منكر وضلال، وليس من الخير في قليل ولا كثير، ولو كان خيراً لدلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم). فلما رأى أن كلام أهل العلم لا يسعفه في بدعته هذه التي ألصقها بعثمان رضي الله عنه ذهب يبتر كلام أهل العلم بترًا شنيعًا حتى يوافق هواه ولا بأس أن أضرب مثالا واحدًا قال الحجوري في كتابه أحكام الجمعة ص (413): (إسحاق بن راهوية قال: إن الأذان الأول محدث أحدثه عثمان، ذكر هذا الأثر ابن رجب في فتح الباري (8/220-221) اهـ
وإليك الكلام بدون بتر قال ابن رجب: (ونقل حرب، عن إسحاق بن راهوية: أن الأذان الأول للجمعة محدث، أحدثه عثمان، رأى أنه لا يسمعه إلا أن يزيد في المؤذنين، ليعلم الأبعدين ذلك، فصار سنة: لأن على الخلفاء النظر في مثل ذلك للناس).
قلت: هذه طريقة أهل الأهواء الذين يترسم خطاهم الحجوري -بل هو منهم- وكل هذا البتر وكل هذه الجهود حتى يبرز للناس أن عثمان أتى ببدعة ! فهل الحجوري سني أم رافضي؟ هذه سبيل الرافضة يا يحيى. قال شيخ الإسلام رحمه الله في المنهاج (6/293): (ثم من العجب أن الرافضة تنكر شيئا فعله عثمان بمشهد من الأنصار والمهاجرين ولم ينكروه عليه واتبعه المسلمون كلهم عليه في أذان الجمعة).
ولم يكتف الحجوري بهذا الخزي والعار في حق عثمان رضي الله عنه بل أراد أن يبدع الأمة كلها التي تابعت عثمان رضي الله عنه فقال في أحكام الجمعة ص (315): (أما من تابعه –يعني عثمان- على ذلك الْخَطأ بعد بيان الْحُجة فهو فِي ذلك مبتدع لا عذر له في مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه). هل جهل الحجوري أن للصحابة على كل مؤمن فضل إلى يوم القيامة، فهم نقلة العلم، وحملة الشريعة. رابعًا: ثم هجم على أصحاب بدر رضي الله عنهم وأنهم عصوا الله مرتين والعجيب أنه يستدل بالقرآن!! قال الحجوري كما بصوته في تفسير هذه الآية: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ).
قال الحجوري كما بصوته: (نعم "أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا" علم الله أنهم أصابوا في –يعني في غزوة بدر أصابوا مثليها من المعصية، أما نحن أصبنا أمثالها، مثليها أو أمثالها، أمثالها كثير أصابتنا مصيبة، أصابتنا مصيبة أصبنا أمثالها من المعاصي، ما هو مثليها فقط، "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا" هذا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الوقعة، تلك المعركة أصابوا معصيتين، فسلط الله عليه مصيبة بسبب معصيتين حصلت لهم، معصية النبي صلى الله عليه وسلم حين أمرهم بالنزول يعني بنزول الجبل يعني النزول للغنيمة، أو معصية علمها الله عز وجل أما نحن فقد أصبنا أمثالها...). قلت: ما هذا الخبط والخلط في تفسير كتاب الله تعالى، فالحجوري هنا شابه الرافضة الذين يجعلون مناقب الصحابة مذمة في حقهم، كما صنع في أذان عثمان رضي الله عنه. قال ابن كثير رحمه الله في التفسير (2/158): (يقول تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} وهي ما أصيب منهم يوم أُحد من قتل السبعين منهم {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يعني: يوم بَدْر، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} أي: من أين جرى علينا هذا؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. خامسًا: قد أخطأ الشيخ البيحاني -غفر الله له- على الأقرع بن حابس في كتابه "إصلاح المجتمع"، ولم ينكر الحجوري في تحقيقه "اللمع" ص (544)، فقال البيحاني: (الأقرع بن حابس رجل غليظ الطبع، قاسي القلب)! ولم ينبس ببنت شفه صاحب اللمع؛ وكأن له منهجاً خاصاً تجاه الصحابة -رضي الله عنهم- فقدامة عند الحجوري قال ببدعة الإرجاء، وعثمان قال ببدعة الآذان، والأقرع غليظ الطبـع وقاسي الجنان، وأولئك ليسوا بمعصومين، بدليل أنهم شاركوا في قتل عثمان! -وفي الكتاب نفسه يصف البيحاني بعض الصحابة من الأنصار بأنهم [سفهاء] كما في ص (672)، وكُتب على الكتاب: تخريج وتحقيق وتعليق!! يحيى الحجوري! قال البيحاني (672): (فشق صنيعه على الذين لا يعبدون إلا المادة ولا يقدسون إلا المصلحة، وإذا أعطوا من الدنيا شيئًا رضوا، وإن منعوا منها سخطوا وغضبوا فقالت : فتية من الأنصار: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي فلانًا، وفلانًا من عظماء قريش وتميم، وسيوف الأنصار تقطر من دمائهم، وبلغه ذلك فجمعهم وخطبهم، وأخبرهم بما سمع، فصدقوا ما قيل، ولكن اعتذروا بأن ذلك صادر من سفهائهم وحدثاء الأسنان...) فرمى البيحاني هؤلاء الشباب من الأنصار بصفات ذميمة ومنها صفات المنافقين ووصفهم بأنهم سفهاء وأقر الحجوري هذه الطعون في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولو كانت عنده أدنى غيره على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم -ورضي الله عنهم- لما سكت عن هذا الباطل كيف وهو لا يرضى أن يقال فيه وفي حداديته بعض هذا الكلام! ولو قيل فيه مثل هذا الكلام لأقام الدنيا ولم يقعدها ولاستمر على ذلك سنوات لكنه لم يفعل شيئًا ذبًا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن العجائب أن الحجوري خرج الحديث الذي فيه هذه الصفة من البخاري ومسلم وليس فيه أدنى إشارة إلى تنقص هؤلاء الشباب رضي الله عنهم. -قال البخاري – رحمه الله- ( رقم 4330 )- حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم، قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي» كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن، قال: «ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
قال: كلما قال شيئا، قالوا: الله ورسوله أمن، قال: " لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار :
- : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار".
- :" الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله".
- (والذي نفسي بيده إنكم –يعني الأنصار- أحب الناس إلي) مرتين.
(1) من إتحاف السائل بما في الطحاوية من المسائل للشيخ صالح آل الشيخ.