دروس الشيخ الحالية : درس مباشر يلقيه شيخنا - حفظه الله - عبر إذاعة موقع ميراث الأنبياء من هنا كل جمعة الساعة 30 : 8 مساءً بتوقيت مكة المكرمة في شرح كتاب الطهارة من متن عمدة الأحكام ، وكل اثنين الساعة 30 : 9 مساءً بتوقيت مكة المكرمة درس في الشمائل المحمدية عبر الإذاعة ذاتها.
آخر المواد المضافة في الموقع :

الأربعاء، 4 يوليو 2012

كلمة بخصوص حصار إخواننا في دماج


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى...
إن ما تقوم به الرافضة - أعداء الله ورسوله - في بلاد أهل الإسلام لا يخفى على أحد.
وإن جرائمهم المتلاحقة منذ قتل عثمان - رضي الله عنه - إلى يومنا هذا قيدها التأريخ وسيظل يكتبها، فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد، ولما خرج التتار من جهة المشرق يقاتلون المسلمين ويسفكون دماءهم في خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، وليس بخافٍ ما صنعه وزير بغداد ابن العلقمي ونصير الشرك الطوسي فقد كانا من أعظم الناس معاونة للتتار، كما أن الرافضة هم السبب في استيلاء النصارى على بيت المقدس.

فهم أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم، ولن تجد طائفة أعظم من الرافضة تعطيلا لبيوت الله وهم أجهل الخلق بالمعقول والمنقول.
يزعمون أنهم يعظمون آل البيت وهم [من أعظم الناس قدحًا وطعنًا في أهل البيت، وهم الذين عادوا أهل البيت في نفس الأمر ونسبوهم إلى أعظم المنكرات التي من فعلها كان من الكفار]. من منهاج السنة .
فو الذي نفسي بيده إنهم [ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام ونقض عراه وإفساد قواعده]. من منهاج السنة.
وأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - عند الرافضة كفار مرتدون، واليهود والنصارى خير منهم لأن الكافر الأصلي خير من المرتد.
ورحم الله الإمام مالكا القائل: إنما أراد هؤلاء الرافضة الطعن في الرسول ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلا صالحًا لكان أصحابه صالحين.
فماذا يُظن بعبدة أهل البيت؟ الذين يعبدون أهل البيت ويدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم.
ألا وإن ما يقوم به الرافضة الحوثيون - أخزاهم الله - من حصار لإخواننا في دماج وسفك للدماء سيكتب في تأريخهم الأسود، وماضيهم المخزي، أما يكفي الرافضة ما ارتكبته في إيران والعراق ولبنان والبحرين، وها هم اليوم يستغلون أوضاع اليمن وأزمتها فيحكمون الطوق ويشدون الخناق على أهل السنة فيمنعونهم الطعام والشراب والدواء.
فهل عرف التأريخ أخبث من هذا الصنف الذي لا يعرف رحمة ولا شفقة، فأسأل الله تعالى أن يحيق بهم من الغضب واللعنة والذلة والمهانة والسخط.
يصرخون : الموت لأمريكا! وأيديهم الغادرة تطيش في نحور المسلمين وأهل السنة خصوصا قتلا وأسرا ونحرا وإبادة.
أيا دعاة التقريب ألم تستيقظوا من سباتكم العميق! ألستم فقهاء الواقع!وأعلم الناس بما يدور حولكم! وأخبر بما يحيكه عدوكم! إن سكوت الإعلام - الذي لا يملك إلا التهويش وإشعال الفتن بين الناس - وسكوت القنوات والإذاعات عن هذه الجرائم التي تُرتكب - وفي الأشهر الحرم - لدليل لذي كل لب أن الأمر دبر بليل للقضاء على شريحة من المسلمين من أهل السنة في عقر دارهم.
في أي دين هذا ! وأي شريعة تستجيز السكوت والتعمية على مثل هذه الأحداث الدامية ! وإني أهيب بالمسلمين عموما وبأهل السنة السلفيين خصوصا بأن يكثروا من الدعاء، فالواجب نصرهم والوقوف في صفهم ضد العدوان والظلم حتى يقف الحصار أويحصل الصلح بينهم وبين عدوهم، وأهيب بكل من يستطيع أن يقدم الدعم والمساعدة والإنفاق في وجوه الخير والتعاون على البر والتقوى, والمساعدة في تخفيف المصائب, قال الله عز وجل: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}.
كما أوصي إخواني أهل دماج بالصبر والاحتساب ورفع أكف الضراعة والتوبة والإنابة، والإقبال على الله تعالى بنفوس صافية وقلوب مخلصة وألسنة ذاكرة لله وحده، حتى يرفع الله ما نزل بهم من بلاء.

ففي حج هذا العام ونحن في المشاعر المقدسة كنا نتعاهدهم بالدعاء فنسأل الله الإجابة.
فهو المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلطف بإخواننا في دماج وبلاد المسلمين أجمعين، ويرحم حالنا وحالهم، ويحسن لنا ولهم العاقبة ويخلف عليهم ما فقدوه، وأن يجبر مصيبتهم.
والحمد لله رب العالمين.


عرفات بن حسن المحمدي
مدينة النبي صلى الله عليه وسلم

ضحى الثلاثاء 19/12/1432 هـ
جميع الحقوق محفوظة لـ © موقع الشيخ عرفات بن حسن المحمدي