الأربعاء، 28 مايو 2014

آثار صحيحة سلفية عن أصحاب خير البرية (المجموعة السادسة عشرة)


بسم الله الرحمن الرحيم
 
مات ابن عوف رضي الله عنه ولم يتغضغض

أخرج ابن سعد في الطبقات (3/135) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده أنه سمع علي بن أبي طالب يقول - يوم مات عبد الرحمن بن عوف - : اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها. 
قلت: إسناده صحيح.

فائدة :


الرنق : الكدر. 

انظر: لسان العرب (10/126).

و أخرج الحاكم (3/307) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: لقد رأيت سعد بن أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن بن عوف قال: اذهب ابن عوف ببطنتك من الدنيا لم تتغضغض منها بشيء.

 قلت: إسناده صحيح. 

وأخرج ابن أبي شيبة (31225) من طريق سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبي يحدث أنه سمع عمرو بن العاص رضي الله عنه قال لما مات عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: اذهبْ ابن عوف ببطنتك لم تتغضغض منها شيئًا. 
قلت: إسناده صحيح.

فائدة :


يتغضغض : يريد أنه لم يتلبس بولاية وعمل ينقص أجره الذي وجب له.ويضرب به مثلاً لمن خرج من الدنيا سليمًا لم يثلم دينه بشيء.انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/77).

-------------------------------------


رجوع ابن مسعود رضي الله عنه بعد أن سأل أهل المدينة

 أخرج عبد الرزاق (10811) من طريق أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ رجلا من بني شمخ بن فزارة تزوج امرأة، ثم رأى أمَّها فأعجبته، فاستفتى ابن مسعود فأمره أن يفارقها، ثم يتزوج أمَّها فتزوجها، وولدت له أولادًا ثم أتى ابنُ مسعود المدينةَ، فسأل عن ذلك فأخبر أنه لا تحل له، فلما رجع إلى الكوفة قال للرجل: إنها عليك حرام إنها لا تنبغي لك ففارقها. 
قلت : إسناده صحيح.

------------------------------------


نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

 أخرج ابن المبارك في الزهد (584) من طريق طارق بن شهاب قال: لما قَدِم عمر أرضَ الشام آتى ببرذون فركبه، فهزَّه فكرهه فنزل عنه وركب بعيره، فعرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع موقيه، فأخذهما بيده، وخاض الماء وهو ممسك بعيره بخطامه أو قال: بزمامه فقال له أبو عبيدة بن الجراح: لقد صنعت اليوم صنيعًا عظيمًا عند أهل الأرض! قال: - فصكَّ في صدره - ثم قال: أوَّه -يمد بها صوته- لو غيرُك يقول هذا يا أبا عبيدة! إنكم كنتم أذلَّ الناس، وأقلَّ الناس، وأحقرَّ الناس، فأعزكم الله بالإسلام فمهما تطلبوا العزَّ بغيره يذلكم الله. 
 قلت: إسناده صحيح.

--------------------------------------


العداوة والبغضاء بسبب المال

أخرج المعافى بن عمران في الزهد (7) من طريق المسور بن مخرمة رضي الله عنه، قال: قَُدِم على عمر رضي الله عنه مرة بمالٍ فوضعه في المسجد، فخرج عليه فجعل يتصفحه، وينظر إليه، ثم هملت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فو الله إنَّ هذا من مواطن الشكر، فقال عمر رحمة الله عليه: فو الله إنَّ هذا ما أعطيه قوم إلا ألقي بينهم العداوة والبغضاء.
 قلت : إسناده صحيح.

---------------------------------


الطمأنينة في النفس وترك الريبة

 أخرج أبو داود في الزهد (132) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله رضي الله عنه، قال : إياكم وحزائز القلوب، وما حزَّ في قلبك من شيء فدعه.
 قلت : إسناده صحيح.

----------------------------------


إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن

 أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن (41)، من طريق الأسود بن يزيد، قال: أصبت أنا وعلقمة، صحيفة، فانطلقنا إلى ابن مسعود بها، وقد زالت الشمس، أو كادت تزول، فجلسنا بالباب، ثم قال للجارية: «انظري من بالباب؟» فقالت: علقمة والأسود. فقال: «ائذني لهما». قال: فدخلنا، فقال: «كأنكما قد أطلتما الجلوس». قلنا: أجل. قال: «فما منعكما أن تستأذنا؟» قالا: خشينا أن تكون نائمًا، فقال: «ما أحب أن تظنا بي هذا، إنَّ هذه الساعة كنا نقيسها بصلاة الليل». فقلنا: هذه صحيفة فيها حديث حسن. فقال: «هاتها يا جارية، هاتي الطست، فاسكبي فيها ماء». قال: فجعل يمحوها بيده، ويقول: [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ]. فقلنا: انظر فيها، فإنَّ فيها حديثًا عجيبًا فجعل يمحوه ويقول: «إنَّ هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره». 
 قلت: إسناده صحيح.

فائدة : 



قال أبو عبيد : إنَّ هذه الصحيفة أخذت من بعض أهل الكتاب، فلهذا كرهها عبد الله.

تنبيه :


تمعن في قول ابن مسعود رضي الله عنه: (إنَّ هذه الساعة كنا نقيسها بصلاة الليل).


--------------------------------------


الجن بكت عمر رضي الله عنه قبل مقتله

و أخرج ابن أبي شيبة (32669) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: إنَّ الجنَّ بكت على عمر رضي الله عنه قبل أن يقتل بثلاث، فقالت:
أبعـدَ قتيلٍ بالمدينة أصبحت ... له الأرض تهتز العضـاه بأسوق
جزى الله خيرا من أمير وبـاركت ... يدُ الله في ذاك الأديم الممزَّق
فمن يسعَ أو يركب جناحَي نعامة ... ليدركَ ما قدمت بالأمس يسبق 
قـضيتَ أمورًا ثم غادرتَ بعدها ... بوائقَ في أكـمامها لم تُفتَّـق

وما كنتُ أخشى أن تكون وفاتُه ... بكفي سَبَنْتى أخضرِ العينِ مُطرِق
قلت: إسناده صحيح.

فائدة : سبنتى : من أسماء النمر. لسان العرب (2/39).
-------------------------------------


إذا ذكر الصالحون فحيَّ هلا

 أخرج ابن أبي شيبة (32652) من طريق زِر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا ذكر الصالحون فحيَّ هلا بعمر، إنَّ إسلامه كان نصرًا وإن إمارته كانت فتحًا، وأيْمُ الله ما أعلم على الأرض شيئًا إلا وقد وَجَدَ فقدَ عمرَ حتى العِضَاه، وأيم الله إني لأحسب بين عينيه ملكًا يسدده ويرشده، وأيْمُ الله لو أعلم أن كلبًا يحب عمر لأحببته.
 قلت: إسناده حسن.

و أخرج أحمد (25152) من طريق أبي نوفل عن عائشة رضي الله عنها: إذا ذُكر الصالحون فحيَّ هلا بعمرَ. 

 قلت: إسناده صحيح. 

 ------------------------------------

غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة 

أخرج أبو داود في الزهد (123) من طريق نافع، عن عبد اللهبن عمر رضي الله عنه: أنَّ عمر بن الخطاب، حين قدم الشام قال لأبي عبيدة:اذهب بنا إلى منزلك. قال: وما تصنع بمنزلي؟ قال: اذهب بنا إليه. قال: ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي، فدخل منزله فلم ير شيئًا. فقال عمر: أين متاعك؟ فإني لا أرى إلا لبدًا، وشنًا وصحفة، وأنت أمير، أعندك طعام؟ فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منها كسيرات، فبكى عمر. فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك إنك ستعصر عينيك علي. يا أمير المؤمنين، يكفيك من الدنيا ما بلغك المقيل، قال عمر: غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة. 
قلت: إسناده حسن.

تنبيه : 

في إسناده عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف، ولكن سئل يحيى بن معين فقيل له: عبد الله العمري ما حاله في نافع؟ فقال: صالح.

تاريخ ابن معين برواية الدارمي (1/150). 

قلت: وله شاهد عند الرزاق (20628).
-------------------------------

من مات على كفره فهو في النار

 أخرج أحمد في فضائل الصحابة (1698) من طريق طارق بن شهاب قال: لما صالح أبو بكر رضي الله عنه أهل الردة صالحهم على حرب مُجْلِية، أو سلم مُخْزِية، قال: قد عرفنا الحرب المجلية فما السلم المخزية؟ قال: تشهدون أن قتلانا في الجنة، وأن قتلاكم في النار، وأن تدوا قتلانا، ولا ندي قتلاكم، وإن ما أصبنا منكم فهو لنا، وما أصبتم منا رددتموه إلى أهله.
قلت: إسناده صحيح.

-----------------------------------


سلمان منا أهل البيت

 أخرج ابن أبي شيبة (329956) من طريق أبي البختري قال: قالوا لعلي رضي الله عنه: أخبِرْنا عن سلمان رضي الله عنه، قال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا يترفع قعره، هو مِنَّا أهل البيت.
 قلت: إسناده صحيح.

-----------------------------------

وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ

 أخرج ابن المبارك في الزهد (24) من طريق مُرة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، في قوله عز وجل: { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}، قال: تؤتيه وأنت صحيح شحيح، تأمل العيش، وتخشى الفقر.
قلت: إسناده صحيح.